الرجل، يا سادة، ليس مجرد هيئة أو صوتٍ أجش أو كلماتٍ يتشدق بها في المجالس، بل هو ذاك الذي لا تهزه الرياح ولا تغيره الظروف، هو الذي إذا وعد أوفى، وإذا نطق صدق، وإذا وقع حمل نفسه ولم يُلقِ بثقله على غيره. الرجل ليس من يرفع صوته، بل من يرفع نفسه عن الصغائر، من يحمي ولا يؤذي، من يكون سندًا لا عبئًا، ومن إذا نظرت إليه شعرت بالأمان، لا بالخوف.