قال لي أبي يومًا: "يا بُنيّ، عامِلِ الناسَ بأصلِكَ، لا كما يُعاملونَك." فكان قولهُ عندي ضربًا من السَّفَهِ، إذ كيفَ يصفحُ المرءُ عمّن غدَرَ به، ويُحسنُ إلى مَن أساءَ إليه؟ وأينَ العدلُ إذا خلا الانتقامُ من مَعناه؟ لكنَّهُ لم يُجادلْني، بل ضحكَ ضحكَ العارِفِ الجاهِلَ، وكأنَّهُ يُدركُ أنَّ الأيامَ كفيلةٌ بأن تُفهِمَ الغِرَّ معاني الحِكمةِ وإن جحَدَها.